جبة (إخبارية جبة) خاص: في موقف يندر بهذا الزمان، يصف لنا مامعنى الوفاء، ليس بمجرد الصدفه أو تصنع وإنما هو الإيثار الذي يتحلى به المسلم، يتجسد ذلك عندما تبرع رمز العطاء سعد عبيد الرمالي الشمري بكليته لصديقه أحمد محمد أل ملحق القحطاني لوجه الله.
قام فهيد سعد الممرط الرمالي الشمري برواية القصة التي سيخلدها الزمان ليتوارثها الأجيال كما وردت من أصحابها.
وفاء الصديق ..
أخي العزيز: يوجد قصة تستحق التوقف عندها والتمعن بقراءتها وفهمها، إنها من قصص الوفاء والشهامة والرجولة والكرم، وهي قصة واقعية ليست من نسج الخيال، بل أبطالها رجال من شهام العرب من أبناء مملكة الحزم، وهم: أحمد محمد آل ملحق القحطاني، وسعد عبيد بن رمال الشمري، وكلاهما بالعقد الرابع من العمر، ونشأت بينهما صداقة عمل ونخوة رجولة، وبعد التقاعد، عادوا إلى أهلهم وبقي التواصل بينهما.
ارتبط القحطاني بعمل في جدة، وكذلك الشمري إلتحق بعمل في حائل، إلا أن القحطاني مرض ولم يخبر صديقه الرمالي، حيث فوجئ الأطباء بعد الفحوصات التي أرسلت لألمانيا بورم في الكلية، والمفاجأة الأكبر أنهم اكتشفوا أنه لا يوجد لديه سوى كلية واحدة (شيء خلقي)، حيث قرر الأطباء إستئصال الكلية والبقاء دون كلى ليبدأ القحطاني معاناته مع المرض.
استسلم القحطاني لقدره وتوكل على الله وأجرى العملية كما أشار عليه الأطباء الألمان، وواجه قدره المحتوم مما جعله يعيش بدون كلى، وعاد إلى المملكة ومارس حياته بالغسيل كل يوم، مما أدى إلى اشتداد معاناته وعذابه المرضي الذي لا محاص منه مدى حياته، واستمر أكثر من ثلاث سنوات وهو يعاني من هذا الوضع الصحي المزعج.
في هذه الأثناء رزق صديقه الرمالي سعد بمولود، ولشدة محبته لصديقه أحمد القحطاني سمى ابنه أحمد، واتصل الرمالي بالقحطاني ليبشره بأنه رُزق بمولود وأسماه أحمد، وطلب منه أن يحضر تمايم سميّه أحمد (العقيقة).
طبعا القحطاني لم يبلغ رفيقه الرمالي الشمري كل هذه المدة بأنه مريض ومصاب بفشل كلوي مزمن ولا يستطيع الحضور والجلوس مع الناس بسبب قلة المناعة عنده، وأنه مركب أجهزة تنقية؛ فاعتذر عن الحضور ووعده بأنه سوف يلبي دعوته عن قريب.
وبعد أسبوع فاجأ القحطاني، وكان يوم جمعة، صديقه الشمري، حيث اتصل به وقال أنا في مطار حائل، والرمالي في بيته بمدينة جبة الي تبعد (100) كيلو عن مطار حائل، فرحب الشمري بالقحطاني وقال مسافة الطريق وأكون عندك، ووجه أهله بإعداد مأدبة غداء إحتفاء بالضيف.
وكانت المفاجأة الكبرى للرمالي لما قابل صديقه القحطاني بالمطار ووجده في هذا المنظر من هزل الجسم والأجهزة التي كانت مركبة به، ومن شدة الصدمة للشمري لم يتكلم واحتضنه وهو يبكي، فأفاده القحطاني بأن هذا سبب عدم حضوره المناسبة الأولى، وقال "أنا جيت بس أبي أبارك لك بالمولود، وعندي حجز عودة في المساء"، فمن شدة المفاجأة على الشمري لم يتكلم إلا أنه قال "تعاني من هذه الأمراض ولم يكن عندي خبر، أنا لو كنت أعلم إنك هكذا لقمت بزيارتك في بيتك ولم أدعيك".
وبحسب كلام الشمري يقول "من عرفت بمشكلة صديقي عزمت إني أتبرع له بكليتي، وقررت أن أخليها مفاجأة طيبة له، واصطحبته للبيت بجبة وتناولنا الغداء، وروى القحطاني معاناته مع المرض تعرفت على المستشفى الذي يتعالج فيه، وعندما ودعته بالمطار، قررت الذهاب إلى جده عقبه بيومين، وصلت إلى جدة، وذهبت للمستشفى الذي يتعالج فيه، وخبرتهم إني متبرع للمريض أحمد محمد القحطاني، وطلبت منهم إجراء الفحوص اللازمة لمثل هذه الحالة، ورحبوا فيني، وخرجت النتيجه مفرحه لنا بأنها متطابقة والحمد لله، سألوني هل أحمد القحطاني يعلم بحضورك، جاوبتهم انهم لايعلم، وإذا علم سيرفض، لكن بما أن جميع الفحوص ولله الحمد تطابقت دعوها مفاجأة له.
يكمل الرمالي حديثه لي قال: حاولت في المستشفى أن يخبروه بأن هناك متبرع بأعضائه عقب وفاته وكليته متطابقه معك، إستئصلو الكلية وجهزوها وإذا وصل سيكون أمام الأمر الواقع، ويوافق، وبعدين لما إن شاء الله تنجح العملية نبلغه.
لكن للأسف رفض المستشفى هالطريقة، وقالوا لازم نبلغ المريض بالطريقة الصحيحة، واستدعوه، فحضر وفوجئ بي، فقمت بحب خشمه وقلت طلبتك طلبة رفيق لرفيقه إنك توافق، أنا أجريت كل الفحوص اللازمة للتبرع ولحسن الحظ صارت متطابقه، فرفض بشدة وأصريت أنا بشدة وكثر بيننا الكلام حتى وصل بنا الأمر أني هددته إذا ما قبل هديتي هذه إن أقطع صداقتي وعلاقتي به، وأخيرا وافق وذلك حرصا منه على استمرار أواصر الصداقة والاحترام، وأنا ممنون له الي سمح لي بالأجر، ولا أقول إلا الله يجزاه بالخير".
(قام بكتابة هذه القصة وتعميمها فهيد بن سعد الممرط الرمالي الشمري بجبة)
2